shimery.com
New Page 1
 
shimery.com



سفارة اليمن بمصر


مقالات                      

تفاصيل المقالة
إيماءة ديوان الشاعرة نوال مهنى 
 مقدمات كتب آخرين

  ديوان الشاعرة نوال مهنى    صدر بتاريخ (2005)

نوال مهني مصرية تحشد كل ملكاتها لما آمنت به من هدى ونور، لا تعرف سوى تجنيد الشعر والنثر لما آمنت به من قيم واعتنقت من فكرٍ، فالشعر في ديوانها هذا يمثل محراباً تبتهل فيه، ومعتكفاً تتبتل من خلاله وها هي في عدد من قصائدها تنقطع لمناجاة العقل والفكر والدين بما يتدفق على فؤادها من هدى ونور.
نوال، صريحة وواضحة، تكشف عما يختلج في نفسها في كل استهلالة لأي قصيدة وفي أي غرض دون غموض، ودون إيماءة، لأنها لا ترى دينا سوى الحق، سوى العدل، سوى الوحي؛ لذلك نراها تجاهر في زمن الصمت والغموض بما يخالج الضمير من إيمان قاطع بتحديد مسار الفضيلة، وكراهية الهمجية والغطرسة والظلم، في زمنٍ رفعت فيه ـ زورا ـ أعلام الحرية والديمقراطية والإصلاح. وهيمنت فيه نزعات الإرهاب العالمي للقوى العظمى أكثر مما هي لدى الأشخاص والأنظمة الصغرى وأعلن الحرب على كل ما هو إسلامي ومحمدي وعربي؛ نرى هذه الشاعرة تقرر من أول استهلالة رثائية للشهيد أحمد ياسين قائد المقاومة الإسلامية حماس لهذا الاحتلال الإسرائيلي، الذي تعتبره أمريكا وأنصار الدولة الصهيونية أخطر زعماء الإرهاب في فلسطين.
هذا الشهيد تبادر نوال إلى توديعه بدموع دامية وشعر صارخ.
دماءُ العروبةِ نهرٌ يسيل **** ويروي ثراها الزكيَّ النبيل
وتنطلق في سرعة المستعرض بعدسة الصور المكبرة والمقربة بحاسة المحسوس لا الخيال الشاعري لمواطن ذلك النهر الدموي في العراق، في القدس، في كربلاء، حتى تؤكد هول المواجهة التي سقط فيها الشهيد أحمد ياسين الرمز ومحور انصباب القصيدة.
وكما لهذه الشاعرة منطلقات الهدف الأساسي ربانيًا تلوح في شعرها مناوحات بكائية لمعاناةٍ بكى من أجلها مئات من شعراء الأدب الإسلامي، وها هي طوافة وفي ضلوعها ذات الهم يتأجج في أرجاء ديوانها هذا؛ رغم تنقل جسدها في مطارف الربيع، ومصايف الشطوط الشمالية الفاتنة صورتها في عدد خمسة عشر بيتاً كشفت نقاباً كان غير معلوم يحجب عنا جانب الميل الوجداني للشاعرة نحو الوصف، نحو الجمال، نحو الطبيعة الهادئة في شطوط البحر، ومعانقته للرمل وإنبات المرجان واللؤلؤ وعن الليل، والشط، والقمر.
حتى حلقت في سماء العاطفة الغامرة بأواصر الشغف الجمالي في المكان، والزمان، والإنسان.. إنها أوتيت من التصاوير البحترية في هذه القصيدة ما يجعلنا نتذكر مباشرةً.
أتاك الربيعُ الطلقُ يختالُ ضاحكاً ***** من الحُسنِ حتى كادَ أن يتكلَّما
وإذا كان لي حق الهمس في أذن هذه الموهبة العاكفة على سجدات الأوابين سأكاشفها بدعوتي لها بأن لا تُهمل جانب الموهبة التي منحتها العناية الإلهية. بأن لا يتوقف عطاؤها الوجداني على لون واحد من جماليات القصيدة، لكنها تحاول حصاره في حدائق مدرسة الأدب الإسلامي الرائدة وفاءً لعهد تملكها وسيطر على أفكار القصيدة النوالية. إذ لا وجود لتباين أو بون بين الغرضين. ولست في صدد عرض نقدي لنصوص هذا الديوان، ولكن في إيماءة وجيزة إليه، رغم ذلك فلن أستطيع البراح دون إلفات القارئ إلى غرة هذا الديوان من وجهة نظر شعرية تعانقني عناق الأحبة وتتحكم في إشاراتي بوضوح إلى تلك اللوحة الفاتنة التي نقشتها الشاعرة على جبين مرسى مطروح والتي استهلتها بقولها:

مطروح بحرك للنفوسِ دواءُ ْ ________________________
خطراتهُ لما جرت هفهافةً ________________________
ما أجمل الشطَّ البهي ورمله ________________________
والموج يعزفُ هائماً نغماتهُ ________________________
مطروح دومي واحةً من سحرها ________________________
عشقوا المحاسنَ والمباهجَ كلما ________________________
(شطُّ الغرام) أو (الأبيضُ) (ورومل) ________________________
وعجيبةٌ يسبي العقولَ جمالها ُ ________________________
كم خلتُ نفسي والمياهُ تضمني ________________________
ألقيتُ في قلبِ العبابِ متاعبي ________________________
ولكم وقفت على شطوطِ أبثها ________________________
فإذا غفوتُ فلي حديثٌ في الكرى ________________________
يصغي إليه الصخرُ رغم جمودهِ ________________________
وإذا ذكرت أحبّةً في خاطري ________________________

 

ونسيمُك المعطارُ فيه شفاءُ ________________________
فهي الرياضُ الخضرُ والأنداءُ ________________________
رقصت على حباتهِ الأضواءُ ________________________
فتردد الآفاقُ والصحراءُ ________________________
تهوي العوامُ إليكِ والكبراءُ ________________________
جاءوا إليكِ يشوقهم إغراءُ ________________________
هم في ربوعكِ روعةٌ وبهاءُ ________________________
صيغت بفنٌ قد رعتهُ سماءُ ________________________
حوريةَ قذفت بها الأنواءُ ________________________
فإذا غيومي بهجةٌ وصفاءُ ________________________
شجوى كأن جميعها إصغاءُ ________________________
حلفت به الأصدافُ والأجواءُ ________________________
فإذا صحوت تجيبني الأصداءُ ________________________
كانوا هم الكتّابُ والشعراءُ ________________________

وختمتها بقولها:
وودِدتُ لو طال البقاءُ بنا هنا***** وودِدتُ أكثر أن يدومَ لقاءُ
في تدفق الوصف للطبيعة، والشعور، وما وراء الوجدان
دعواتي لكِ نوال بكل عونٍ في رحاب التوفيق.
الدكتور عبد الولي الشميري
رئيس مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون.. صنعاء
راعي منتدى المثقف العربي.
القاهرة..
28/1/2005
20ذو الحجة 1425هـ

 
  رجوع 
shimery.com
مقالات | ألبوم الصور | مؤتمرات | لقاءات صحفية | نشاط ثقافي
لمراسلة موقع السفير راسلنا علي
info@shemiry.com